كما تمت الإشارة دائما إلى أنه بالتداول هناك أنواع مختلفة من المدارس التحليلية التي تساعد على توقع المسار السعري لأي سوق من الاسواق المالية ....
ومن بين هاته الأنواع هناك مدرسة التحليل الفني، وهناك عدة مبادئ تؤطر هاته المدرسة، حيث يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الشروع في التداول ...
* المبدأ الذي سنتطرق له اليوم هو :
* حركة السوق تحسم كل شيء
* Market action discount everything
وخلاصة هذا المبدأ أن كل العوامل التي تؤثر على حركة السوق من أخبار اقتصادية وقرارات سياسية تتجلى في حركة السعر، ولذلك فدراسة حركة السعر أهم من متابعة الأسباب الكامنة وراء تحركات الأسعار ...
فالذي نصطدم به دائما أنه ليس كل خبر إقتصادي أو قرار سياسي قادر على تحريك السعر ( ناهيك عن مدى صحة هذا الخبر او القرار ...)
ومثال ذلك أن يقرر أحد المسؤولين أو المؤثرين شراء كمية من عملة X ، فالمحلل الذي يعتمد على التحليل الأساسي ( الإخباري ) لوحده لايمكن له متابعة أو توقع ماسيؤول إليه السعر بعد هذا الحدث ، وهل فعلا بدأت عمليات الشراء أم لا .....
بينما المحلل الفني يمكنه ملاحظة وجود عمليات شراء على عملة X من خلاله متابعته للرسم البياني ( chart ) الخاص بعملة X ، وذلك من خلال مجموعة من الآليات المساعدة ....والتي تمكنه من معرفة حجم أوامر الشراء والدخول في التوقيت المناسب للصفقة .
المبدأ الثاني بمدرسة التحليل الفني ألا وهو :
* التاريخ يعيد نفسه *
* History repeats itself *
الاسواق المالية بصفة عامة، وسوق العملات الرقمية بصفة خاصة تجذب مختلف الفئات من المستثمرين سواء أتعلق الأمر ب :
* المبتدئين
* المحترفين
* أصحاب الراس مال الكبيرة ( الحيتان )
وأغلب المستثمرين تسيطر عليهم مشاعر الخوف من الخسارة، والطمع في الحصول على أرباح، والحماسة عند ارتفاع الاسعار، والهلع عند إنخفاض الاسعار ....
وكل هاته المشاعر تترجم على الرسم البياني على شكل نمادج يمكن تصنيفها، وبما أن المشاعر تتكرر دائما، فأيضا مختلف الأشكال والنمادج التي تتشكل من خلال المسار السعري تتكرر أيضا ...
وهذا ما يفسر وجود شيء إسمه * دورة السوق *
فدورة السوق هي تلخيص لمشاعر المستثمرين بالسوق ...
وكخلاصة لما سبق :
سلوك المستثمرين ومشاعرهم من خوف وطمع وحماسة وهلع ... تعاد دائما ، أي أنها كما حدثت في الماضي ستعاد في المستقبل...
والنمادج الفنية الناتجة عن هاته المشاعر كما حدثت في الماضي فإنها ستعاد في المستقبل ....
وهذا مايلخص مبدأ :
* التاريخ، يعيد نفسه
المبدأ الثالث
ألا وهو أن :
* الأسعار تتحرك في إتجاهات معينة *
* Prices move in trends *
يعني هذا المبدأ أن الأسعار دائما ما تميل للبقاء مدة أطول في أي إتجاه ، حيث أن طبيعة الاتجاه ( سواء صاعد أو هابط ) تقاوم التغيير، وتستمر لفترات زمنية طويلة قبل أن تتغير ، وذلك أمر منطقي فإذا رجعنا لأي دورة سعرية فسنجد أنها تستمر لفترة معتبرة ، فرغم التصحيحات إلا أن هناك سلوك سعري مضبوط ويحترم نوعية الإتجاه ( صاعد أو هابط )
ولذا فدور المحلل الفني محصور دائما في التعرف على الاتجاه المؤطر للسوق، وهذا من شأنه أن يساعد في معرفة مناطق الدخول والخروج أثناء التداول ....
كما أن الإتجاه إتجاهات، فقد يظهر للمتداول أن الإتجاه هابط ، لكونه تداول في إطار زمني صغير...، وبالتالي فقط يكون هذا الإتجاه هابط في سوق صاعدة ( أي لمعرفة ذلك يجب الاخد بعين الاعتبار الاطارات الزمنية الكبيرة )
فشتان بين إغلاق شمعة يومية أو أسبوعية أو شهرية مع إغلاقات الدقائق أو الساعات ...هناك فروقات كبيرة ....
لذلك هناك قاعدة تشير إلا أن :
* الفريم الأكبر هو الأقوى *
كما أن ( دراسة نوعية الإغلاقات تساعد على اختيار نوعية التداول ....)
وكخلاصة :
في الاسواق المالية ، يحاول المتداول المجتهد أن يذهب حيث يريد السوق، لا حيث يريد هو، لذلك نجد مقولة يتداولها أشهر المتداولين مفادها أن :
* الإتجاه هو صديقك الدائم